عندما كنت حدثا إستمعت بشغف شديد إلى وعظ كثيريين منهم كاهن مشهور بمقدرته على اضحاك الحاضرين وكانت له شعبية كبيرة.
كذلك إستمعت إلى الخادم الأمين المتنيح العلامة الدكتور ملاك صادق الذى كان يزور مدينتا وكان يحفظ الإنجيل عن ظهر قلب ويرد على مهاجمى الإيمان الأرثوذكسى من الذاكرة وكأنه يقرأ من إنجيل مفتوح أمام عينيه.
وكان لا يتقاضى أى مبلغ نظير خدمته ككل الوعاظ وإنما كان يخدم مجانا ويدفع من جيبه الخاص مصاريف إصلاحات للكنيسة.
الآن وبعد أكثر من خمسين عاما ترى من الذى ترك فى نفسى الأثر الذى لن يمحى من ذاكرتى؟؟؟؟؟
بدون جدال العلامة العلمانى الخادم المخلص وليس الكاهن المرح!!
عم نحن شعب مرح يحب الفكاهة وهذا بدون شك أحد الوسائل لمعالجة كثير من مصاعب الحياة.
ولكن لكل شئ وقت تحت السماء.
والسؤال المطروح هل يصلح اسلوب المرح فى تعليم الصغار تعاليم رب المجد؟
المشكلة الكبرى التى كثيرا ما ننساها هو أنه ليس كل ما يصلح للكبار هو أيضا يصلح للصغار،والسبب معروف للجميع لأنهم لم ينضجوا بعد ذهنيا وروحيا.
هنا أذكر مثال من الحياة: عندما لاحظ الأمريكيين إنتشار ظاهرة الحمل بين المراهقات قرروا إدخال تعليم وسائل منع الحمل فى المدارس وقليلا قليلا أصبح تدريس هذا التعليم يبدأ فى سن صغيرة جدا، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة إنتهت البراءة وعمت الإباحية لمن هم فى سن الطفولة أكثر مما كان فى أيام سدوم وعمورة وهنا أتوقف.
والآن لنعد لموضوع الفكاهة فى التعليم. بدون شك الصغار دائما ما يتعلقوا بالمدرسين المرحين ولكن كم من الفهم ينالوا؟ الأمر يعتمد على نسبة المرح إلى التعليم الجاد.
لكن المرح شئ والسخرية من كلام الإنجيل المقدس هو موضوع خارج عن حدود المرح والفرفشة المقبولة . إنها عملية زرع فى نفوس الصغار لمبدأ يقول "يمكنكم السخرية من كل شئ بما فى ذلك آيات الإنجيل وتعاليم الكنيسة"
وماذا ستكون النتيجة؟
النتيجة على المدى البعيد اننا سنجنى بعد سنين طويلة جيل لايحترم أى شئ بما فى ذلك كل تعاليم المسيحية.
أى أننا سنجنى جيل مستهتر وملحد تماما كما حدث فى أوروبا والتى كانت مشهورة فى عصر من العصور بالتدين وكثير من الأخلاق الحميدة، أما الآن فقد صارت وكر للفساد بكل أنواعه وعلى مستوى شعبى رهيب لدرجة أنهم يسخرون من الشعب الأمريكى ويصفوهم بالتخلف الفكرى لأنهم أكثر تحفظا من الأوروبيين!؟
إننى أشعر بالخطر الشديد على الكنيسة من فتح الباب أمام رسومات الكاريكاتير الساخرة من الإنجيل وأقول أسألوا علماء تربية الصغار عن تأثير أيقونة جميلة لشرح الإيمان بالمقارنة مع هذا الأسلوب فى نفسية الأطفال؟؟؟
عندما كان كارتر رئيسا لأمريكا سأله أحد الصحفيين: هل حدث أنك خالفت وصية الإنجيل وإشتهيت إمرأة؟ فأجاب بالإيجاب. هنا إصطاده الرسامون للسخرية منه ومن الإنجيل ورسموه فى كاريكاتير يحمل وصية رب المجد وكارتر ينظر إلى تمثال الحرية المشهور بعد أن خلعوا عنها......والآن هل يصلح هذا الرسم لتعليم الصغار وصية رب المجد؟
أرجو أن تتابعوا الدراسات النفسية عن تأثير أفلام الكاوبوى والقتال فى نفسية الأطفال وقارنوها مع أثر الرسوم المتحركة اللطيفة. من المعروف أن مشاهدة أفلام العنف هى أحد العوامل الرئيسية لزيادة نسبة الإجرام.
والآن ما هو رأى الأباء والأمهات فى كيفية تعليم أولادهم فى مدارس الأحد بهذا الأسلوب الساخر؟ أليس من حقهم أن يطلعوا على هذه الرسومات ويرفضوا عرضها على أولادهم؟ أم أن الخدام يتعاملون معهم كأنهم بلا سلطان أو رأى فيما يعلمونهم......؟؟؟؟
أخيرا أذكركم بصراخ المساكين الذى تنشروه، وأسأل اليس هذا نتيجة التربية؟
لهذا لن أطيل فى هذا الموضوع الذى يحتاج لدراسة موضوعية طويلة وعميقة مخلصة بدون تحيز أو جمود أو تحرر مطلق.
كذلك أقول أن هذا الموضوع لابد من مناقشته على كل المستويات إبتداء من المجمع المقدس والكهنة والخدام إلى الآباء والأمهات لأنه ليس رأى حر يخص صاحبه فقط لا غير وإنما هو موضوع زرع أسلوب جديد لتعليم الأجيال القادمة لهذا لابد وأن يكون للجميع رأى واحد وفكر واحد وقلب واحد.
مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ.
من واقع الحياة: 10
بقلم : نصرى مترى
صلوا من اجلى الملاك البريء